"بعض القيم و الاتجاهات العلمية الضرورية لجودة واعتماد المؤسسات التعليمية "
ورقة عمل مقدمة في الندوة المقامة على هامش المؤتمر السادس لعمداء كليات الآداب بعنوان:
"نحو ضمان جودة التعليم والاعتماد الأكاديمي" ، جامعة الجنان بلبنان الشقيق.
إعداد الدكتور/ إسلام الرفاعي عبد الحليم
خبير تعليم العلوم والأخلاقيات الحيوية بمركز تطوير تدريس العلوم- جامعة عين شمس
Islam2abdou@hotmail.comص. ب: 31816 محلة زياد-المحلة الكبرى-مصر
ملخص ورقة العمل
أما قبل، فإن المتأمل للمجتمعات المتقدمة شرقاً وغرباً ليجد قاسماً مشتركاً بينها، فمظاهر الحياة على اختلاف مجالاتها تنطق بجمال المبنى ورقي المعنى. تطور علمي وتكنولوجي ، وقوة إنتاج ، ورخاء اقتصاد ، ورفاهية شعوب. فاحترام العلم، والحفاظ على الوقت، واستثمار نعم الصحة والعقل والثروة، في عمل منظم متقَن منتج- تُشَكِّلُ الأساس في حياة المجتمع و حركة الناس. كل فرد يعمل " كترس" في آلة يُكمل عمل أفراد المجموعة بصوره منظومية يزينها التناسق والتعاون. العمل، ثم العمل، ثم العمل، ذلك ما اتبعوه فوصلوا إلى ما هم فيه من طفرة علمية و تكنولوجية واقتصادية. قال الله تعالى: " وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى، ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى " النجم (39-41)
إن النظم التعليمية، دائما منوط بها إعداد أجيال المستقبل التي تعرف معنى الانتماء وحب العلم و إتقان العمل، وتتمسك بقيم التراث، و تلتزم بقوانين الوطن، وبالتالي تكون مؤهلة لتطبيق معايير الجودة الشاملة في كافة الأنشطة، فنكون النتيجة نجاحاً وتقدماً ورقياً.
ففي حين يقتصر تعليمنا في الغالب على نموذج مفاده المعلم كالصنبور!! والتلميذ كالإناء!! ، لا حوار لا مناقشة، لا ممارسة لمهارات التفكير المتنوعة، أو قل لا استثمار للقدرات العقلية التي أودعها الله عقول البشر؛ حيث نستخدم زاوية صغيرة جدا من العقل البشري هي الذاكرة، أي لا ممارسة للعلم بل حديث عنه، وقلما نشاهده في "فيلم فيديو" أو عرض عملي!!. فإننا نجد أن ممارسة العلم سمة من سمات المجتمعات المتقدمة ، تشجع على ذلك التربية بكافة وسائطها: في المدرسة أو الجامعة أو وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، فالبيئة التربوية بثرائها تحفز العقل على التفكير وتنمى القدرات الذهنية ، فهي مشجعة ومحفزة ومدعمة للقيم العلمية وحب العمل.
أما بعد، فعل نستطيع أن ننشئ نظاما تعليمياً قوياً ينتج رجالاً ونساءً يتصفون بالصدق و الأمانة والإخلاص ، ويتحلون بالتواضع والعقلانية والموضوعية والدقة، و سلاحهم الإيمان ، و الأخذ بالأسباب والتوكل، والصبر و المثابرة. ذلك يعني أن مؤسساتنا التعليمية لابد أن يتحلى كل فرد فيها على كل المستويات الأكاديمية والإدارية والفنية- بمثل هذه القيم والاتجاهات العلمية؛ حتى يمكن لهذه البيئة أن تغرس تلك القيم والاتجاهات في قلوب وعقول الطلاب. وفي ورقة العمل هذه محاولة للإجابة على جانب من السؤال : لماذا تقدم الآخرون وفقدنا نحن الريادة؟ أو كيف يمكن أن نستعيد بضاعتنا التي سلبت منا؟ أو بمعنى آخر ما القيم العلمية التي يجب أن تضبط حركتنا في هذا الكون حتى نحسن خلافة الخالق سبحانه وتعالى في أرضه؟