تركيبة الانسان
لقد دخل جسم الإنسان إلى معاملالتشريح ووضع في أجهزة التحليل والقياسات والتقدير فكانت نتيجة التحليل الكيميائيالذي أمكن قياسه وتقديره وفصله وإثباته : أن الجسد أي جسد ..وكل جسد أنساني بكافةأعضائه ومكوناته إنما يتكون من عناصر محددة لا تتغير ولا تتبدل أصنافها ومقاديرهامعينة لا تختلف إلا بآثار ضئيلة يسارع الجسم إلى تعديلها لإصلاح نسبتها وهذهالعناصر هي :الكربون – الأكسوجين –الايدرجون والفوسفور والكبريت – و الآزوت – والكالسيوم –و البوتاسيوم –الصوديوم – الكلور –المغنسيوم – الحديد – المنجنيز- النحاس –اليود- الفلورين –الكوبالت – الزنك – السلكون – الالومنيوم –وهي نفسالعناصر تحديدا لمكونات التراب وبذلك وصل العلم إلى حقيقة ثابتة ومؤكدة قامت علىالأدلة القياسية وعلى البراهين المادية و على التحاليل الكيميائية .... أن جسمالإنسان يتكون من تراب
ولو تدبر الإنسان أمر هذا الجسد بالتفكير والتمعن بالعقلوالتأمل حتى ولو كان الجسد في أحسن صورة وأبهى منظر .. وأكمل تسوية كجسد شاب يافع .. يفيض بالقوة والفتوة .. أو جسد فتاة جميلة عذراء .. أو فاتنة ذات حسن ودلال ... لو تدبر الإنسان حقيقته وأمكن أن ينفذ ببصره وبصيرته فيما تحت هذا الستار الجلديالمتضمخ بالعطر ...المزين بكافة أشكال وأنواع وفنون التجميل ... لوجد عجبا ... لوجدالسوء .. الذي يلاحظ على الميت أو ما هو أشد ... إن بداخل هذا الجسم .. في أي لحظةوفي كل لحظة وكل أوان كميات من فضلات الغذاء والماء في أماكنها حيث لم يحن بعد وقتإخراجها .. ويسير الإنسان و هو يحمل معه هذه الفضلات فهي فيه دائما ..وابدأ .. ثمهذه الجراثيم ..الملايين منها المنتشرة في كل مكان في الجسم بداية من أسنانه إلىنهاية جسده وهذه الجراثيم التي تعيش داخله وعلى سطح جلده إنها أدوات تحليله وأسبابفنائه إنها تصاحبه إلى يوم اقترب أو بعد قليلا .......إنها تصل به إلى الفناء بمعنىالعدم ولكنه فناء الشكل والهيئة ... حيث لا فناء لمادة الجسم إنما تتحول من شكل إلىآخر من الجسم الجميل إلى ذرات التراب ...وينبت منها وبها الشجر وتخرج الثمار ... وتدخل في الحب ...كم أكلنا في الثمار والحب ذرات أحياء كانت يوما تفيض بالحياةوتعمر بالأمل ...في جسم شيخ جليل أو شاب وسيم
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ [الصافات : 180] (وهذا الخشب الذي نحرقه او نجلس على مقاعد منه قد يكون يوما جزء من أعضلء شاب وسيم او فتاة شابة بل هذه الارض التي ندب عليها وندوسها بالنعال فيها ذرات كانت في وجنات نضرة وعيون حالمة وشفاه ضاحكة ........... وهكذا لو تدبر الانسان حقيقة الجسد لو جده وعاء من جلد لا يحوي الا التالف الفاسد ... من دماء وماء وفضلات وميكروبات وكل كريه في الشكل والطعم والرائحة ولا يزال الانسان يغسل خارج هذا الوعاء ويعتني بظاهره ... يعطره بالروائح الجميلة ... ويجمله بادوات الزينة ... ولكن الى حين .. فلو لم يداوم على غسله وتنظيفه لما استطاع ان يراه ... اما ما بداخل هذا الوعاء فانه لا يستطيع ان يصل اليه او يتصرف فيه وستكون نهايته الحتمية ... عفنا وسوءا
هذا بالنسبة للجسد حقائقه ثابتة مؤكدة ومظاهره واضحة ودواخله متاحة للدراسة انه من تراب وفساد والى فناء قال تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]